ماذا تنتظر من رجال العصابات؟
رجال العصابات
عندما تقف أمام رجال احدى العصابات وأنت تخالفهم الرأي ماذا تنتظر منهم أن يفعلوه بك؟ هل تتوقع أنهم سيرحمونك أو أنهم سيناقشونك أو أنهم سيلجؤون إلى القضاء لمقاضاتك؟ بالطبع أنت ستكون مهدد بالقتل والتصفية أو الإبتزاز، هذا هو منهاج وعمل العصابات، فكيف إذا أصبحت منظمة ومتغلغلة بالدولة؟ بل وكيف إذا أصبحت الدولة نفسها عبارة عن عصابات منظمة مسنودة من دول إقليمية، تعمل بتجارة العبيد والأعضاء والسوق السوداء وتبييض الأموال وتجارة المخدرات، كيف لهذه الدولة أن تتعامل مع معارضيها؟ وكيف تفكر في الأشخاص الذين يحرضون على ضرب مصالحها ومصالح الدول الإقليمية الداعمة لها؟
أساليب لرجال العصابات
النتيجة طبيعية جداً حينما تسمع بناشط مدني تم اختطافه او قتله، فهو لا يرى الناشط كتهديد حقيقي بحد ذاته ولكنه يحاول ان يخيف من يريد ان يطور من مهاراته في تحريض الجمهور ضد الحكومة وأذرعها، التخويف والترهيب واستخدام أساليب الابتزاز المتنوعة هي طرق للوصول الى نتيجة واحدة وهي ارباك الاخرين وجعلهم يهابون المواجهة وخاصة مع عدو غير واضح المعالم ويستخدم الحمقى أدوات له في تخويف الشعب.
انظر جيداً الى مشاهد العنف المفرط في الشارع العراقي منذ انطلاق الاحتجاجات ستجد ان جميع ما يحصل مبهم ومسير حسب رغبة العصابات المنظمة، فكانت تشير الى وجود طرف ثالث في اللعبة، والحقيقة انهم في تلك الفترة صنعوا خمسة أطراف ودفعوا بها الى الشارع، مستغلين الاندفاع والكره لإيجاد نقطة للتصادم وضرب بعضهم البعض.
ليس علينا ان نجاري أفعال القتلة باتباع اساليبهم الاجرامية، فذلك يعني اننا على استعداد ان نكون بديلهم التالي، فمعاقبة الخصوم بالقتل والتمثيل انما هي أفعال إرهابية امتهنها رجال المافيات، اما المواطن الباحث عن وطن تسوده الأنظمة والقوانين لا التخلف والانحطاط والاستهتار فانه يجب ان يتحلى بالصورة التي يبحث عنها.
العنف وسفك الدماء
ان حمل المتظاهرين للسكاكين والعصي والهراوات ولبسهم ملابس تشبه ملابس الجيش وحملهم قناني المولوتوف هي مؤشرات غير إيجابية وهي انعطافة خطيرة في سلمية المظاهرات ونظافتها وخلوها من العنف والتعنيف والدعوة الى سفك الدماء من غير حق والتصرف من غير الرجوع الى النظام والقانون، ولا مجال للمقارنة هنا بين جريمة العصابات المنظمة وبين جريمة يصفق لها أبناء الشعب ويفرح لها، ذلك المعتوه القاتل والسادي المتمرس على الذبح ليس قدوة لنا ولا مثال نتشبه به، فهم يعيشون العشوائية والعدمية ويضربون بالقانون عرض الجدار، ونحن نريد ان نفعل مثلهم في الوقت الذي نطالب فيه بتغييرهم.
هناك تناقض مخيف يتوسط الشارع المنتفض وعلى العقلاء ان يتلاحقوا للسيطرة عليه قبل فوات الأوان، فأدوات الموت وبيادقه باتت بين المتظاهرين، وهم يحاولون ان يأخذوا بثأرهم ممن بالأمس نال منهم وقيدهم، فهم لا يريدون التغيير بقدر ما يريدون ان يفتكوا بأعدائهم الذين كانوا بالأمس إخوانهم، ساحات الاعتصام أصبحت للبعض وسيلة جيدة لرد الصفعة، فالحذر من سرطان الجهل واصحابه الجهلة.
والحمد لله رب العالمين
اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد