احذر..المنتج قابل للكسر
سالم شاب طموح يحب الحياة ويحلم في أن يصبح مهندساً معمارياً، توفت امه وهو صغير، وعاش في كنف ابيه الذي رعاه واهتم به حتى اوصله الى الكلية التي يرغب فيها، حيث حلمه الذي يراود مخيلته منذ الصغر، ولكنه كان مشغول البال ويفكر بأبيه، هو يراه يجتهد ويتعب في عمله في سبيل سد حاجات عائلته ومصاريف دراسته المكلفة.
سر الأب الدفين
كان لأبي سالم سر لم يخبر به ابنه سالم او أحد اخوته، كان هذا السر هو مكان عمله وطبيعة عمله في ذلك المكان، ولكن هذا السر لم يستمر بالاختفاء حيث كشفه في يوم من الأيام ابنه سالم، وعرف أن ابيه يعمل صانع شاي في شركة أهلية، مديرها شخص من عمره كان معه في نفس الحي الذي ترعرع فيه عندما كانا في سن السادسة من العمر.
كان أبو سالم يعمل بكل احترام وتقدير، وكانت له مكانة خاصة في الشركة رغم أن عمله متواضع إلا إنه كان يشعر بالراحة والسعادة، ولكنه رغم ذلك لم يكن يحب أن يتحدث عن عمله مع أبنائه.
سيتحقق حلم سالم قريباً
مرت السنوات سريعاً وتخرج سالم من كليته مهندساً معمارياً، وبدأ يعمل في الشركات الصغيرة ليكتسب خبرته ويقوي حظوظه في رفد سيرته الذاتية بكثير من المقومات والشهادات ونقاط الخبرة، حتى استطاع أن يتفوق على الكثيرين من زملائه ويبرز نجمه في أوساط العمل، وتحقق في نهاية المطاف حلمه في أن يكون مهندساً معمارياً يعتمد عليه وذي خبرة واسم يشار اليه بالبنان.
شاءت الصدف أن يعمل في شركة كبيرة كان لها فرع في مكان سكنه وعائلته، وهذا الفرع تم افتتاحه قريباً، حيث كان لشركة مختصة بالمقاولات والبناء مات مديرها وتفككت ادارتها لتشتري هذه الشركة الكبيرة كل الاسهم وتعين عليها مديراً شاباً وهو أحد ابناء الأثرياء المشهورين، فحزم سالم امتعته وسافر الى حيث مقر الفرع الجديد ليباشر هناك في عمله الجديد.
فظ غليظ القلب ومتعجرف
وصل سالم الى مقر فرع الشركة ليقابل المدير الشاب، دخل عليه في مكتبه، وكان يجلس بطريقة غريبة وقد وضع رجله على المكتب بمواجهة الباب حيث يدخل الموظفين والضيوف، وكان عنده امرأة شابة وفتى، سلم سالم عليه ولكنه لم يجبه، اكتفى بالنظر اليه من الأعلى الى الأسفل ومن ثم أشار اليه بالجلوس، وهنا شعر سالم بالإهانة واراد أن يتكلم ولكن هاتفه المحمول رنّ وكان مدير الشركة الأم يتصل، فأجابه وتفاجأ بما اخبره به المدير، لقد طلب منه أن يغض النظر عن سوء اخلاق مدير الفرع، وأن يراعي نفوذ ابيه الكبير في عموم البلاد، حيث إن اباه مع كونه ثري فهو يملك النسبة الأكبر في اسهم الشركة، ولديه نفوذ في مفاصل الدولة، وإن محاولة اغضابه ستنهي مسيرته المهنية وخاصة وهو في اول مشواره.
أنهى الاتصال وبقي صامتاً لفترة، ومن ثم صاح به مدير الفرع بصوت عالٍ وهو يوبخه ويأمره أن يعرف عن نفسه، فأضطر الى التعريف عن نفسه ولما ذكر اسمه الكامل أشار اليه بالتوقف، ثم سأله ماذا تحب أن تشرب؟ فطلب سالم شاي اخضر، فلما حضر الشاي مع قهوة مدير الفرع ظهر أن الذي احضرهما هو أبو سالم، فلما قدمه الى سالم قدمه من دون أن يظهر على محياه أي دلالة على معرفته به او قربه منه، ولكن مدير الفرع لاحظ تلك النظرة في عيني سالم، فتأكد بأن هذا الرجل والده من الاسم والنظرات، لذلك رمى بفنجان القهوة على الأرض وعلى حذائه، وأشار الى ابي سالم أن يتقدم ويمسح القهوة من على حذاءه ومن على الأرض.
سالم بين التشرد وبين الصبر
توقف سالم واشاح بنظره عن أبيه، كان يفكر في الرد ولكنه ايضاً كان يفكر بمستقبله ومستقبل ابيه واخوته، فالمشاجرة ستنتهي بطردهما وخسارتهما لعملهما، وقد لا يجدا أي عمل يسد حاجتهما وحاجة عائلتهما، فعض على شفتيه وابتلع لسانه، وسكت على مضض.
أبو سالم شعر بما يشعر به ابنه من الم ولكنه لم يرفض خوفاً على ابنه من الطرد لأنه علم أن مدير الفرع عرف بصلة قرابتهما وإنه فعل ذلك عن قصد، وعلى عكسهما كان مدير الفرع يشعر بالراحة والفرح.
خرج أبو سالم وعيونه تغصان بالدمع وهو يشعر بحرقة في قلبه، وهنا تكلمت المرأة الشابة معه لتعتذر منه، الا ان مدير الفرع صرخ بها، وتبين بانها زوجته، وتقدم اليها وسحبها بقوة وامرها الا تتدخل في عمله، ولما تكلم الفتى معه وطلب منه الا يعامل امه بهذه الطريقة وانه يشعر بالخوف منه ويراه وحش ولا يراه كأب، تقدم اليه وصفعه بقوة، ومن ثم طردهم جميعاً من غرفته.
احضرْ للمشفى بسرعة
خرج سالم يلحق اباه ووجده متألم ويشعر بحرارة في صدره، حمله وانتقل به الى المشفى ولكن الأوان قد فات فوالده تعرض لذبحة صدرية وتوفي على الفور.في تلك الاثناء خرج الفتى من الشركة هارباً من ابيه وعبر الشارع فاذا بسيارة تصطدم به بقوة، لحقته امه وحملته للمشفى ولكن توفي ايضاً كما هو حال ابي سالم.
وصل مدير الفرع للمشفى وطلب أن يرى ابنه، فأخبروه بأنه توفي وهو حالياً عند الطبيب الشرعي، وبعد اصراراه وضغطه على إدارة المشفى دخل عليه في غرفة التشريح، فوجد جثته على السرير، وقد شقوا صدره وبرز قلبه وقد كانت تظهر عليه علامة تحذيرية، اقترب منها فوجد مكتوب عليها ((تحذير … إن هذا المنتج قابل للكسر فتعامل معه بلطف رجاءً)) ونفس العبارة وجدها في قلب ابي سالم.الكلمة الجارحة والفظة والغليظة سبب في كسر القلوب وقد تكون سبباً في قتل الانسان
اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد
0 الرد على "احذر..المنتج قابل للكسر"
إرسال تعليق